الديوانية :
(قبل اكتشاف النفط) :
يتكون البيت الكويتي عادة من ساحة واحدة ، إلا أن الأسر المقتدرة تقوم بتشييد ساحة منفصلة أو تحديد غرفة في جانب من البيت يطلق عليها "ديوانية".
هذه الغرفة أو الساحة تكون منعزلة أو منفصلة ، وهي عبارة عن مكان عام لاستقبال الضيوف وللإلتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب لمناقشة الأحداث وتبادل الأحاديث والحكايات في وقت الفراغ.
تبقى بوابات الديوانية الرئيسة مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الرواد ، وتقود إلى ممر تمتد على جانبيه مقاعد للاستراحة والانتظار ، كما تضم الديوانية أحيانا مضيفا للزوار ممن يحتاجون لقضاء ليلة أو أكثر في البلاد ، كما تمتد على جانبي البوابات من الخارج مقاعد أخرى يستريح عليها المارة ويستمتع فيها الضيوف بنسيم البحر - إذا كانت الديوانية واقعة على الساحل - وبخاصة في فصل الصيف ، وما تزال بعض هذه الديوانيات التي تنتشر على طول شارع الخليج تستقبل الزوار كما كانت في الماضي تماما.
تطل بوابات المجلس الرئيسي في الديوانية ويسمى "ديوان" على الساحة الداخلية ، ويحتوي الديوان على فرش يوفر أكبر قدر من الراحة للزوار ، فتنتشر في أنحائه الوسائد التي تصف بطريقة مميزة لتستخدم كمقاعد ومساند للأذرع ، وعلى الأرضية تمتد قطع من السجاد الفارسي المعقود والمغزول ، وتعد أدوات تحضير القهوة التي تعبق بعبير وطعم الهيل من أبرز الأدوات التي تضمها الديوانية ، ويتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به ، ويقوم صاحب الديوانية بنفسه بتحضير القهوة للضيوف ، أو يعين عاملا مختصا للقيام بهذه المهمة ، تتكون أدوات تحضير القهوة من أباريق متدرجة الأحجام من النحاس ذات أغطية ومقابض طويلة معكوفة تسمى (دلال) ، وتقدم القهوة بعد تحضيرها في أكواب صغيرة من الخزف
(بعد اكتشاف النفط) :
حافظت الديوانية على أهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الكويت وزادت أعدادها مئات المرات فصار يمكن أن نجد ديوانية أو أكثر في كل شارع في أي حي داخل الكويت بعضها يفتح أبوابه كل يوم وبعضها يستقبل الرواد يوما واحدا أو يومين من كل أسبوع ، وبعضها يفتح أبوابه في المناسبات ، وأصبح الجو العام للديوانية أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية وصالونات السياسة ، بعبارة ثانية باتت الديوانية اليوم واحدة من مؤسسات المجتمع المدني الذي يلعب دورا بارزا في الحياة الديمقراطية والنيابية بل نستطيع القول بأن الديوانية أصبحت المحرك والمؤشر المرجعي للكثير من القرارات.
بعض هذه الديوانيات العصرية والحديثة صارت مزودة بتلفزيونات وأجهزة راديو والمحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات ، كما صار لبعضها أهداف محددة (رياضية ، اقتصادية ، سياسية) وجداول ومواقيت ، وبعضها صار يعلن عن الموضوعات التي ستطرح للنقاش قبل أيام من موعد الاستقبال ، كما تحول بعضها الآخر إلى صالونات للأدب والثقافة ، وأطرف تطور للديوانية هو ظهور الديوانيات النسائية التي تستقبل أيضا الزوار الذكور ممن لهم اهتمامات وأنشطة مشتركة.
الـزواج :
(قبل اكتشاف النفط) :
كان الزواج في الماضي يعد نوعا من التحالف بين الأسر التي تتمتع بمركز اجتماعي ومادي وعقائدي متماثل ، وكان اختيار الشريك من مسؤولية الأهل لا يد لأي من الطرفين سواء الزوج أو الزوجة فيه.
وإذا تعذر العثور على شريك من الأقارب أو المعارف تتم الاستعانة بخاطبة لتقوم بهذه المهمة نيابة عن الأهل ، وما أن تعثر الخاطبة على فتاة مؤهلة حتى تقوم بإعلام أهل الشاب ، وبعد موافقتهم تعود إلى أهل الفتاة لإعلامهم ، وإذا حاز الاختيار رضاهم يتم تحديد موعد لالتقاء الأسرتين.
خلال فترة الخطوبة لا يسمح للفتاة بمغادرة البيت أو الالتقاء بأحد ، ويقوم والد الشاب بإعطاء زوجته مبلغا من المال لشراء هدية الزواج التي تسمى "دزة" والتي تتكون من أربع أثواب ثمينة : لفتان من الأقمشة ، مناشف ، أغطية للسرير وبطانيات ، وترسل هدية الزواج إلى بيت الفتاة مساء يوم الخميس أو الاثنين تحملها أعضاء فرقة متخصصة من النساء في إحياء الحفلات حيث يقطعن الطريق وهن يغنين من بيت الشاب إلى بيت الفتاة على ضوء الفوانيس.
إذا قبل والد الفتاة وتمت موافقته على هدية الزواج فإنه يبارك لهن ، ويطلب من والد الفتاة تجهيزها جيدا للزواج.
في ليلة الـزفــاف يســير الشــاب مــن بـيـتــه إلى بيت زوجته ، يرافقه والـــده وأعـمـــامــه وأقاربه والجيران ، وعند وصوله إلى بيت العروس تستقبله المغنيات.
ويقام أحيانا للبنت المفضلة حفل خاص يسمي "جلوة" في بيت أهلها ، حيث تجلس العروس على كرسي مرتدية ثوبا أخضر وينشر فوق رأسها غطاء أخضر من الحرير تمسك بعض النسوة من أهلها وأعضاء الفرقة بأطرافه ويقمن برفعه وخفضه على أنغام إحدى الأغنيات المعروفـــة لـهذه المنـــاسبة ، ثم تحمل العروس في كرسيها إلى حجرتها حيث ينتظرها العريس.
بعد أسبوع في بيت الفتاة ، ينتقل الزوجان إلى بيت أهل الزوج يصحبهم الأهل والجيران ، ولا يسمح لأم الفتاة بمرافقتها حيث يتشاءمون من ذلك ويعدونه فألا غير حسن.
(بعد اكتشاف النفط) :
الزواج مناسبة ظلت تعامل بحرص كبير ، وينفق فيها ومن أجلها أقصى ما يمكن أن تتحمله الأسرة من نفقات ، وقد كان للتغيرات الاجتماعية أثر على طريقة اختيار الشريك ، حيث أن المرونة التي لحقت بموضوع الاختلاط والفصل بين الجنسين أعطت الفرصة للشبان والفتيات للالتقاء في المناسبات الاجتماعية العائلية والجامعة وأماكن العمل والنوادي وغيرها.
نتج عن ذلك الزواج المختلط ، فصارت الفتاة الكويتية يمكن أن تخطب لشاب أجنبي وصار الشاب الكويتي ممن يدرسون في الخارج يعود بزوجة أجنبية ، كما أن فرصة التعليم العالي وفرص العمل في المجالات المختلفة أخرت نوعا ما سن الزواج العادي والمتعارف عليه حتى بلغ الثالثة أو الرابعة والعشرين.
بعد اختيار الشريك وموافقة الأهل ، يأتي دور العادات الرسمية التي اختلط فيها القديم التقليدي والحديث العصري بحسب طبيعة الأسرة ، وكما في الماضي يقوم الشاب بالتقدم بطلب الزواج من الفتاة رسميا من ولي أمرها الذي قد يكون الأب أو أحد كبار رجال العائلة في حالة وفاة الأب ، ثم تتم مناقشة الموضوعات المادية والاتفاق عليها ، مثل المهر الذي هو من مسؤولية الرجل ، ويتم الإعلان عن هذه الخطوة بإقامة حفل خطوبة في بيت الفتاة.
الفترة التي تفصل بين الخطبة والزواج تتنوع في طولها أو قصرها بحسب الظروف ، إلا أنها في العادة تستمر لمدة شهر واحد ، وتقام حفلات الزفاف اليوم في صالة عــامة كبـــرى أو في أحد الفنادق ، فيكون هناك حفل الرجال لمجرد التهنئة وآخر للنساء يتخلله الغناء والطرب.
المناسبات :
(قبل اكتشاف النفط) :
خلال أشهر القلق والوحدة الطويلة في غياب معظم الرجال نتيجة لعملهم في البحر ترحب النساء بأي مناسبة للاحتفال تخفف عنهن عبء المسؤوليات ولو لبعض الوقت ، وفي ذلك المجتمع المتقارب من الأهل والجيران والأصدقاء فإن الكل مستعد دائما لمشاركة أي فرد في سعادته.
أحداث بسيطة كظهور أول سن لطفل أو قيام طفل بأول خطوات المشي حيث يحتفل عادة بهذا الحدث بحفلة تسمى "النون" تقام عادة بعد الظهر ويدعى له أطفال الأهل والأقارب والجيران ، تفرش الأم سجادة في ساحة البيت ثم تصعد إلى سطح الدار وهي تحمل سلة تحتوي على الحلوى والمكسرات التي تلقيها على المدعوين ، فيقوم الأطفال بجمعها وحملها في أطراف أثوابهم ، أما الأمهات المصاحبات لهن فتقدم لهن أطباق من هذا "النون".
وهناك أحداث ومناسبات يتم الاحتفال بها بحسب إمكانيات كل أسرة مثال ذلك :
1- "دق الهريس" وهو طحن حبوب القمح استعدادا لاستقبال شهر رمضان ، حيث تقوم الأسرة بشراء كميات كبيرة من الحبوب ، ثم تدعو فريقا من المتخصصات للقيام بهذه المهمة التي يؤدونها بحركات تعبيرية على أنغام أغنيات تؤديها إحدى الفرق النسائية.
2- إذا كان هناك زواج ، فإن كل الأسرة والأقارب والجيران يشتركون في التحضير للحفل ، فتقرض إحدى الجارات الموسرات مثلا بعضا من حليها ، وأخرى تمدهم بالسجاد أو الزينات أو الفرش ، وأحيانا يتم تقديم سرير لغرفة العروس ، وتساعد الأخريات في إعداد الطعام ، أو المساهمة في دفع أجرة الفرقة التي تحيي الحفل.
3- المناسبات الدينية كمولد النبي عليه الصلاة والسلام يحتفل بها في خشوع ، فتنشد أناشيد المدائح ويقرأ القرآن ، وتقدم الملابس والنقود للفقراء.
4- جرت العادة على أن يقوم المواطنون برحلات خلوية إلى الصحراء في فصل الربيع ، وقضاء الوقت على ساحل البحر في فصل الصيف.
5- ولعل أهم المناسبات هو حفل استقبال الغواصين عند عودتهم بعد غياب عدة أشهر في البحر حيث يشارك كل أهل المدينة من رجال ونساء وأطفال ، فيذهبون إلى الشاطئ في احتفال بهيج.
(بعد اكتشاف النفط) :
اختفت تماما كثير من الأغنيات والرقصات الشعبية والاحتفالات مع التغير الذي طرأ على حياة الكويتيين مع اختفاء الغوص على اللؤلؤ وصيد السمك والسفر للتجارة وبناء السفن.
في الماضي كانت المناسبات الدينية فرصة للاحتفال ، وفي العصر الحديث لم تفقد تلك المناسبات أهميتها ، إلا أن الاحتفال بها وبإقامتها قد اختلف نوعا ما ، وبالطبع فإن المناسبات الدينية مثل عيد الفطر الذي يأتي في نهاية شهر الصوم في رمضان ، وعيد الأضحى الذي يكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة قد احتفظت بمكانتها التقليدية ويتم ترقبها باحترام شديد ، وهذه المناسبات يتم الاحتفال بها لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.
وكما في الماضي يطوف الأطفال في الليلة الثالثة والرابعة والخامسة عشرة من منتصف شهر رمضان ببيوت الحي في جماعات تغني في دعوات بأن يحفظ الله أطفال البيت الذي يزورونه لتقدم لهم ربة الأسرة أطباقا من المكسرات والحلوى ، وهذا الاحتفال يسمى " القرقيعان".
وفي أثناء عطل المناسبات الدينية تغلق جميع المحلات والمؤسسات أبوابها ويقوم الأهل والأصدقاء بزيارة بعضهم لتبادل التهاني وتناول المرطبات ، بالإضافة إلى ذلك هناك مناسبات دينية أخرى تعطل فيها الأعمال لمدة يوم واحد مثل المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج ورأس السنة الهجرية.
كما أن هناك مناسبات وعطلا يحتفل بها بحسب التقويم الميلادي ومنها رأس السنة الميلادية ، وتكون في الأول من شهر يناير والعيد الوطني في 25 من شهر فبراير احتفالا باستقلال الكويت عام 1961م ، ويوم 26 من شهر فبراير ، وهو اليوم الذي تحررت فيه الكويت من العدوان والاحتلال العراقي الغاشم.
الأزياء الشعبية :
(قبل اكتشاف النفط) :
الأزياء الرجالية :
سروال
:
قطعة من الملابس الداخلية وهو طويل حتى الكاحل ويصنع من القطن الأبيض.
دشداشة
:
ثوب واسع من القطن الأبيض بأكمام طويلة وفتحة عنق ضيقة مفتوح في وسط الصدر حتى المنتصف.
مقطع
:
دشداشة من الصوف.
ثوب شلحات
:
ثوب واسع من القطن الأبيض بأكمام واسعة طويلة تصل أطرافها إلى الأقدام بفتحة عنق ضيقة مفتوح في وسط الصدر حتى منتصفه.
زبون
:
ثوب طويل فاخر من الحرير المطرز بخيوط من الذهب بفتحة عنق ضيقة بأكمام طويلة ومفتوح من الأمام تلف أجزاؤه الأمامية حول الجسد.
بشت
:
عباءة من الصوف أو الوبر المغزول غزلا ناعما تتدرج ألوانه من الأسود والبني حتى الرمادي والبيج ، لكل نوع سمك معين بحسب الاستخدام.
فروه
:
معطف من الصوف مبطن بفروة خراف تزين أطرافه بشرائط من اللون ذاته أو لون معاكس لها تشكيلات هندسية مختلفة.
قحفية
:
طاقية من خيوط قطنية شبكية.
غترة
:
غطاء للرأس وهي عبارة عن قطعة نسيج قطني ترتدي بعد أن تطوى على هيئة مثلث ، أو تكون من نسيج متماسك من خيوط بيضاء وحمراء تسمى (شماغ) وتكون من الصوف كشمير الأبيض تطرز أطرافها وزواياها بنقوش لزهور فنية مميزة تسمى غترة (شال).
عقال
:
إطار للرأس من الخيوط السوداء الملفوفة ، كان يصنع عادة من لفائف من خيوط سميكة من الصوف الأسود والبني والأبيض تفصلها عن بعضها وصلات من خيوط ملونة من الصوف أو الخيوط الذهبية.
سديري
:
سترة دون أكمام تلبس فوق الدشداشة.
باركوت أو واركوت
:
معطف من الصوف يلبس فوق المقطع.
قاط
:
طقم من الصوف يتكون من الدشداشة والصديري وسترة بأكمام طويلة كلها من القماش ذاته.
بالطو جوخ
:
سترة من الجوخ مطرزة بخيوط ذهبية تلبس فوق الشلحات أو الشلاح.
الأزياء النسائية :
سروال
:
قطعة من الملابس الداخلية وهو طويل يصل إلى الكاحل يزين بشرائط مطرزة بخيوط ذهبية ويصنع من القطن أو الحرير بألوان زاهية كالأخضر والأحمر والأزرق.
دراعة
:
ثوب طويل بأكمام طويلة من القطن أو الحرير الهندي المنقوش أو المطرز بخيوط ذهبية.
زبون
:
ثوب طويل فاخر من الحرير المطرز بخيوط من الذهب بفتحة عنق ضيقة بأكمام طويلة ومفتوح من الأمام تلف أجزاؤه الأمامية حول الجسد، ترتديه نساء المدينة من الموسرات.
ثوب
:
ثوب واسع طويل بأكمام واسعة وفتحة عنق بيضاوية واسعة تختلف تسميات أنواع الثياب حسب اللون وكثافة النسيج والنقوش ومنه : ثوب جز ، ثوب أمفح ، ثوب ثريا ، ثوب مخوص ، ثوب منثور ، ثوب تور.
ملفع
:
غطاء للرأس ويأتي في قطعة واحدة تلف وتطوى حول الرأس والوجه لتحكم تغطية الشعر.
شيلة
:
غطاء أسود للرأس ترتديه البدويات.
برقع
:
قناع مستطيل للوجه يمتد من الجبهة حتى نهاية العنق يلبس فوق الشيلة لا تنزعه المرأة البدوية أبدا ليمكنها من التجول بحرية حول خيامها.
بوشية
:
غطاء شفاف أسود يغطي الوجه بأكمله ترتديه نساء المدينة.
عباة
:
عباءة سوداء تغطي الجسد بالكامل تصنع من الصوف أو الحرير.
أزياء البنات والأطفال :
البخنق
:
غطاء أسود للرأس ترتديه البنات الصغيرات مطرز حول الرأس ومن الأمام.
كحفية
:
قبعة للأطفال من قماش أسود تطرز بخيوط ملونة من الحرير أو الخيوط الذهبية وتزين بالأحجار الزرقاء.
(بعد اكتشاف النفط) :
الأزياء التي يتم ارتداؤها اليوم في الكويت هي نموذج واضح للتغير الذي حدث فالتباين بين الماضي والحاضر يتضح من التطور المحلي للثوب العربي المعروف ليناسب الأحوال البيئية والثقافية ، والممارسات في هذا التطوير المستمر أصبحت أكثر تنوعا ، فالأزياء الأوروبية ما عادت حكرا على الأجانب الذين يعملون في الكويت بل صار يرتديها الكويتيون أنفسهم.
ورغم ذلك فإن الكويتيين من النساء والرجال ما زالوا على وعي شعوري أو فطري بأهمية المحافظة على الزي التقليدي كرمز للهوية الوطنية.
ويفضل الرجال الكويتيون ارتداء الملابس التقليدية لأنها توفر الراحة والانتعاش أكثر من البنطلونات والمعاطف الأوروبية.
ويمكن أن نلحظ اليوم بوضوح الأزياء النسائية بعد أن قل ارتداء العباءة وغطاء الوجه فنجد أن المرأة الكويتية صارت ترتدي ثيابا أكثر تنوعا من حيث اللون والشكل ، فنجد المرأة التي ترتدي الأزياء الأوروبية الحديثة إلى جانب المرأة التي ما زالت تحافظ على العادات والتقاليد بارتداء الثياب الطويلة والحجاب والعباءة.
هذا التعدد في الأزياء ليس مطلقا حيث يعود في النهاية إلى ذوق المرأة الخاص والعادات المحافظة وتقاليد الأسرة ذاتها.
فالمرأة التي ترتدي الأزياء الأوروبية حين تذهب للعمل كثيرا ما تغير ثيابها بعد عودتها من العمل لترتدي الثوب التقليدي في أثناء زيارتها للجيران والأقارب ، وفي بعض الحالات تعود المرأة لارتداء الزي التقليدي الكامل مع تقدمها في العمر.
تقاليد الجنازة والتعزية :
(قبل اكتشاف النفط) :
العادات المتعلقة بالجنازة في الكويت كانت دائما بسيطة ، وحيث أن الموت كان يعتبر من أمر الله وإرادته فإن المبالغة في إظهار الحزن كانت تعد شرا ومعارضة لمشيئة الله سبحانه وتعالى ، وكذلك احتفالات التأبين والنصب التذكارية كلها تعد غير ضرورية.
بعد الوفاة يغسل الميت في بيته ويقوم بذلك بعض الأقارب وهم يرتدون القفازات ويستخدم مسحوق السدر كصابون ، ثم يجفف الجسد بالمناشف ، ثم يعطر بزيت الورد والعود والكافور ، ثم يكسى ثوبا أبيض من القطن ويلف بغطاء من القطن.
يتم الدفن بحسب الشريعة الإسلامية قبل غروب الشمس في يوم الوفاة ، فيحمل الجسد أولا إلى المسجد ليصلى عليه صلاة الميت ، ينضم المارة إلى الجنازة في طريقها إلى المسجد ، ثم يحمل الجسد إلى المقبرة حيث يدفن في حفرة جانبية داخل القبر ووجهه جهة القبلة (مكة) ثم يردم القبر حتى يرتفع عليه التراب بضعة سنتيمترات فوق مستوى سطح الأرض ، ثم يوضع شاهدان على القبر عبارة عن لبنتين من الطين دون اسم ، وإنما هما للإشارة إلى وجود قبر للاحتراز من وطئه.
تستقبل عائلة الفقيد المعزين في البيت لمدة ثلاثة أيام بعد الدفن ، وتبعا للقواعد الإسلامية فإن المرأة التي تفقد زوجها تعتد لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام للتأكد من الحمل أو عدمه ، وتسمى هذه الفترة "العدة" تمنع المرأة خلالها من النظر أو الالـتـقـاء أو التحدث إلى غير المحارم من الذكور البالغين ، وكذلك من التزين ، وعند انتهاء فترة العدة تغتسل الـمـــرأة فـــي البـحـر وتكون بعدها حرة في الزواج مرة أخرى.
(بعد اكتشاف النفط) :
استمرت العادات والتقاليد السريعة والبسيطة كما في الماضي ، والاختلاف يكمن في أن غسيل الميت والصلاة عليه تتم في المقبرة ، ويبقى الأقارب في البيت لمدة ثلاثة أيام لتقبل التعازي ، وتعتد المرأة التي فقدت زوجها كما في الماضي لمدة أربعة أشهر وعشرة ايام للتأكد من الحمل أو عدمه.
الموسيقى :
(قبل اكتشاف النفط) :
الأغاني والرقص والاحتفالات كانت جانبا مهما في المجتمع الكويتي القديم ، وكثير من الأغنيات والرقصات المختلفة كانت تؤديها النساء فقط في خصوصية تامة ، يشارك الرجال في بعض منها في العزف فقط وفي أكثر الأحيان كان يستعان بفرق نسائية مختصة في إحياء الحفلات حيث ما كان يسمح للمرأة بالغناء والرقص في الاحتفالات العامة.
الطبول والتصفيق كانت هي أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات وهذه مجموعة من أهم الأغنيات والرقصات الشعبية التي كانت تؤديها النساء في الماضي.
الفن :
ويؤدى عادة في حفلات الزفاف ، تقف المغنيات وعازفات الطبول معا في صف واحد وهن يتمايلن بهدوء إلى اليمين وإلى الشمال أو ينحنين بشدة إلى الأمام حتى لتلامس الطبول الأرض وتسمى الرقصة المصاحبة لهذا النوع من الغناء "الخماري" وتؤديها راقصة واحدة ترتدي عباءة تغطي جانبا من وجهها وتحني في أثناء الرقص بهدوء قامتها وترفعها بهدوء ثم تقوم بعدة خطوات إلى الوراء وهي تهز كتفيها.
السامري :
هذه الأغنية والرقصة المصاحبة تؤديان أيضا عادة في حفلات الزفاف وينقسم فيها الفريق إلى قسمين أحدهما للعزف على الطبول والدفوف والآخر للغناء وترتدي من تؤدي الرقص " الثوب " لتغطي به نصف وجهها ثم تتحرك بخطوات إلى الأمام وإلي الخلف وهي تهز وسطها ثم تدور دورة ترفع بعدها الثوب عن رأسها ووجهها لتلوح بشعرها على أنغام الأغنية.
الفريسة :
وتؤدى هذه الرقصة في الأعياد الوطنية والدينية ، حيث تقوم فرقة محترفة مختصة بتقديمها فتتنكر امرأة بزي الرجال فترتدي الزبون والغترة والعقال والبشت ثم تدخل في صندوق تم تحضيره على شكل حصان وقد زين بالأقمشة الملونة والخرز والحلي الذهبية ، يثبت الصندوق على كتفي المرأة بواسطة حمالات كما تتنكر امرأتان أخريان بزي الرجال أيضا تحمل إحداهما مغزلا والأخرى سيفا لتصاحبانها في الرقص.
يتحرك الحصان إلى اليمين والشمال وإلي الأمام والخلف ، كما لو أنه يتجنب هجوم الرجلين الآخرين ، فالرجل حامل السيف يحاول قتل الفارس ، أما العجوز الذي يحمل مغزلا فهو ينتظر أن يموت الفارس وحامل السيف ليستولي على السيف وعلى الحصان ، وتشجع المغنيات الفارس على النجاة بالعزف بقوة على الطبول والدفوف وهن يغنين.
العرضة البحرية :
كان للبحارة الكويتيين أغنياتهم الخاصة ذات الألحان المميزة الجميلة ومن أهمها العرضة البحرية فحين تقترب السفينة من شاطئ آمن بعد أسابيع من إبحارها في عرض البحر يحمل البحارة الطبول والدفوف ليحتفلوا بسلامة الوصول.
العرضة البرية :
هذه أغنية ورقصة حرب وسلام يدور فيها الرجال في حلقة وهم يحملون السيوف بينما تقوم فرقة مختصة بالغناء والعزف على الطبول.
النهمة :
أغنية تؤدى على ظهر السفينة يؤديها مغن واحد يطلق عليه "نهام" ، وهناك عدة أنواع من النهمة لمصاحبة كل نشاط يقوم به البحارة.
الصوت :
ويؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يطلق عليه "مرواس" ويقوم رجلان بالرقصة المصاحبة ويطلق عليها " زفان " ويؤدى الصوت في التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط وتسمى سمرة.
المالد :
ويؤدى في المناسبات الدينية كمولد النبي الشريف (صلي الله عليه وسلم) وليلة الإسراء والمعراج تقدمه سيدة متدينة مختصة ، أو رجل مختص ينشد نصوصا مــــــن السيرة النبوية الشريفة والمدائح ويرد عليه الحاضرون منشدين "حي الله".
وفي نهاية كل بيت حيث ينحنون إلى الأمام مع كلمة "حي" ويعتدلون مع ترديد الله تؤدى هذه الأناشيد دون أدوات موسيقية وتكون عادة باللغة العربية الفصحى.
(بعد اكتشاف النفط) :
الغناء والموسيقى في الكويت ما عادتا مقصورين على الأغاني والموسيقى الشعبية رغم أنها ما زالت مستمرة ، وتتطور بثبات بين الجيل الجديد في الكويت الحديثة.
الإبداع في الموسيقى الكويتية التقليدية سواء من حيث الكلمات والآلات توقف بكل تأكيد في نهاية ما يمكن أن نطلق عليه الزمن التقليدي أو الشعبي والذي يمكن تحديده بشكل عشوائي مع اكتشاف النفط في الكويت.
كلمات جديدة ما زالت تكتب للألحان التقليدية الشعبية القديمة والألحان التي ألفت في فترة لاحقة لتجد لنفسها موقعا في الموسيقى الكويتية الوطنية.
الألعاب :
(قبل اكتشاف النفط) :
كان أطفال الكويت في الماضي يستغلون المواد البسيطة من المهملات والمتروكات التي يعثرون عليها في الطرقات وعلى الشواطئ لصنع ألعابهم الخاصة وبسبب قصر ساعات الدراسة كانوا يجدون الوقت الكافي لإبداعاتهم ، والساعات التي يقضونها في مراقبة آبائهم أو أمهاتهم في أثناء العمل أمدتهم بكثير من الخبرات التي مكنتهم من إجادة مصنوعاتهم ، ولنا في ذلك الأمثلة التالية :
1- شغف الأولاد بصناعة " الدويرة" وهي نماذج مصغرة للبيوت الكويتية مصنوعة من مواد مماثلة وبالطريقة التقليدية يحفظون بها الطيور الصغيرة أو حاجياتهم.
2- تأثرهم بامتهان آبائهم لأعمال متعلقة بالبحر فأبدعوا في صناعة قواربهم الخاصة ، الصغار كانوا يلعبون بقوارب صغيرة تسمى "العدال" تصنع من صفائح الكيروسين الفارغة تطفو فوق سطح الماء ، وتقام مباريات سباق لهذه القوارب.
أما الأطفال الأكبر سنا فيصنعون قوارب أكبر تسمى "تنك" تكفي لحمل شخصين ويمكنهم التجديف والإبحار بها لمسافات داخل البحر.
3- للمواصلات والنقل كانوا يصنعون " العربانة " وهي عربة عبارة عن صندوق خشبي يرتكز على عجلات.
4- كان هؤلاء الصغار يصنعون بأنفسهم أدواتهم الموسيقية مثل "الدنبك" وهو طبل صغير يصنع بشد قطعة من جلد الخراف فوق فوهة جرة ماء فخارية كما كانوا يصنعون الأدوات الوترية ، مثل العود والربابة بشد أوتار على صفائح الكيروسين الفارغة ، كما صنعوا "الماصول " وهو ناي بدائي من الخيزران.
5- وكآبائهم عشق أطفال الكويت صيد السمك والقنص وتربية الطيور والحيوانات ، فكانوا يدربون الطيور الصغيرة كما تدرب الصقور على الصيد ، فيربطون في سيقانها خيوطا يثبتون طرفها الآخر في أصابعهم ثم يطلقونها ويركضون خلفها ، كما كانوا يربون الحمام للبيع أو الأكل أو السباق.
6- في فصل الصيف كان الأولاد يقضون أوقاتهم على شاطئ البحر للسباحة أو اللعب برمي الحصي فوق سطح البحر ، وعد المرات التي تقفز فيها حصاة كل منهم مرددين بعض عبارات التسلية.
7- وفي تقليد الأمهات مارست البنات لعبة تسمى "شروكة" حيث تساهم كل واحدة بنوع من الحبوب أو الخضار كالأرز والعدس والطماطم ثم يشتركن في طبخ كل تلك المواد لعمل وليمة زفاف لعرائسهن.
8- ومن أهم الألعاب التي كانت تصنعها البنات الأراجيح من الخشب والحبال والمروحات الورقية والدمى التي كانت تسمى الواحدة منها " كردية " ، وكانت تصنع من عصوين متقاطعتين على شكل صليب ، أو من عظام الدجاج والخراف تثبت وتكسى بقطع من القماش ، ويركب لها رأس من قواقع بحرية اسطوانية الشكل ، كما كانوا يصنعون بعض أدوات الزينة من حرق قشور جوز الهند لينتج لون أسود لتلوين اليد والأظافر.
(بعد اكتشاف النفط) :
اتساع حجم الاهتمامات اليومية صاحبه اتساع وتنوع أساليب ومراكز الراحة والترفيه حيث ساعد نظام الحياة الجديد الذي ينقسم إلى ساعات عمل ودراسة تتبعها عطل أسبوعية وإجازات سنوية في توضيح الخط الفاصل والمحدد بين العمل ووقت الفراغ.
فأنشطة الأطفال في الماضي التي كانت تقتصر على اللعب مع أطفال الجيران أو الذهاب إلى مدارس تعليم القرآن صارت أيضا أكثر تنوعا ، فالأطفال اليوم يلتحقون بالمدارس النـظـامـيــة في ســـن مبـكرة كل بحسب مستواه ، ابتداء من المراحل الابتدائية حتى الجامعة والمعاهد والكليات المهنية والتي يتم التدريس فيها في أثناء النهار فقط.
قبل اكتشاف النفط في الكويت كان الأطفال يستخدمون المواد البسيطة التي يعثرون عليها ضمن المتروكات في البيت أو في الشوارع لصنع ألعابهم الخاصة ، أما الآن ومع التلفزيون والألعاب الإلكترونية والكمبيوتر والكم الهائل من الألعاب الجاهزة في الأسواق ومع وقت فراغ أقل ، فالأطفال لا يجدون الوقت الكافي لممارسة هواياتهم الإبداعية.
وبالإضافة إلى وسائل الترفيه داخل البيت ، فإن هناك اهتماماً متزايداً بالأنشطة المتوافرة خارج المنزل ، حيث تختار كثير من الأسر والأصدقاء الالتقاء في مقاهي ومطاعم الفنادق الضخمة التي أصبحت تشكل مراكز اجتماعية وثقافية حيث صارت تنظم المعارض الفنية للوحات والمجوهرات والأطعمة.
أما البرامج الثقافية لمدينة الكويت ، فتضم العروض التي تقام في المتاحف وسلسلة المحاضرات والعروض المسرحية وعروض الفرق الموسيقية الشعبية والأفلام التي تعرضها دور السينما التي تتنافس مع برامج التلفزيون والفيديو لجذب اهتمام الجماهير.
أما بالنسبة للرياضة ، فقد استمرت بعض الأنشطة التقليدية كالصيد بالصقور التي تتباين مع الألعاب الحديثة مثل كرة القدم والتزحلق على الماء وصالة التزحلق على الجليد التي وفرت مكانا منعشا وخاصة في فصل الصيف.
وقد لعبت حكومة دولة الكويت دورا جادا في تطور وسائل ومراكز الترفيه من خلال شركة المشروعات السياحية التي تدير مجمع أبراج الكويت وعددا من النوادي البحرية الممتدة على طول الساحل إلى جانب منتزه فيلكا السياحي.
ويشارك الكويتيون في هذا الاختيار الواسع لقضاء وقت الفراغ ، ويلجأ كثير منهم إلى الشاليهات البحرية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ، أما العطل الأخرى فيشترك فيها القديم مع الجديد حيث يقضي بعض الكويتيين عطلة الربيع في رحلات خلوية إلى الصحراء ، أما عطلة الصيف فيقضيها الكثير من الكويتيين خارج البلاد.