من المؤسف ان الكثيرين منا يؤجلون سعادتهم باستمرار عن غير قصد لأنهم لا يخططون لذلك ولكنهم دائما يحاولون اقناع انفسهم انهم سوف يكونون سعداء ذات يوم فمثلا البعض منا يقول انهم سوف يصبحون سعداء عندما يدفعون فواتيرهم او عندما ينهون دراستهم او عند حصولهم على وظيفة او ترقية ويقنعون انفسهم ان الحياة سوف تكون افضل عندما يتزوجون ويصبح لديهم اطفال وبعد ذلك يحزن هؤلاء لان اطفالهم لم يكبروا بعد ويقولون انهم سوف يصبحون سعداء عندما يكبر هؤلاء الاطفال وبعد ذلك يصاب هؤلاء بالاحباط عندما يصبح لديهم مراهقون لا يعرفون كيف يتعاملون معهم وبالطبع سوف نسعد عندما يمرون من هذه المرحلة .. نقول لأنفسنا ان حياتنا سوف تكون مثالية عندما نتعاون مع ازواجنا وعندما نحصل على سيارة جديدة او نقضي اجازة لطيفة او عندما نحال على المعاش وهكذا.
وفي نفس الوقت فإن الحياة تتواصل والحقيقة انه ليس هناك وقت يجدر بنا ان نكون فيه سعداء سوى الوقت الذي نحياه الان فإذا لم نكن سعداء الان فمتى؟
ان حياتك سوف تكون دائما مليئة بالتحديات ومن الافضل لنا ان ندرك ذلك الان ونقرر ان نكون سعداء بأي طريقة ومن اكثر الاقوال التي افضلها ما قاله الفريد دي سوازا حيث قال لقد ظللت اعتقد لوقت طويل ان الحياة الحقيقية لم تبدأ بعد ولكن كان لا يزال هناك بعض العوائق التي يجب تخطيها اولا كعمل لم اكمله مثلا او وقت لا يزال في حاجة لقضائه او دين يجب ان ادفعه بعد هذا كله يمكن ان تبدأ الحياة الحقيقية وفي النهاية ادركت ان كل هذه العوائق ماهي الا حياتي نفسها .. ان هذا الرأي ساعدني كي ادرك انه لا توجد طريقة تقودك الى السعادة وانما السعادة هي نفسها الطريقة.
********************
كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
تأليف : د. ريتشارد كارلسون
مما راق لي