وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق و دراته فرائد عقدي
أي شيء في الغرب قد بهر الناس جمالاِّ ولم يكن منه عندي
فترابي تبر و نهرى فرات و سمائي مصقولة كالفرند
أينما سرت جدول كرم عند زهر مدنر عند رند
أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
ما رماني رام وراح سليماِّ من قديم عناية الله جندي
كم بغت دولة على و جارت ثم زالت و تلك عقبى التعدي
إنني حرة كسرت قيودي رغم رقبى العدا و قطعت قدي
قل لمن أنكروا مفاخر قومي مثل ما أنكروا ماّثر ولدى
هل وقفتم بقمة الهرم الأكبر يوما فرأيتم بعض جهدي؟
هل رأيتم تلك النقوش اللواتي أعجزت طوق صنعه المتحدى؟
هل فهمتم أسرار ما كان عندي من علوم مخبوءة طي بردى؟
ذاك فن التحنيط قد غلب القدم و أبلى البلى و أعجز ندى
إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي و مجدي ؟
أنا أم التشريع قد أخذ الرومان عنى الأصول في كل حد
ورصدت النجوم منذ أضاءت في سماء الدجى فأحكمت رصدي
وقديما بنى الأساطيل قومي ففرقن البحار يحملن بندى
فسلوا البحر عن بلاء سفني وسلوا البر عن مواقع جردي
أي شعب أحق منى بعيش وارف الظل أخضر اللون رغد
نظر الله لي فأرشد أبنائي فشدوا إلى العلا أي شد
إنما الحق قوة من قوى الديان أمضى من كل أبيض هندي
قد وعدت العلا بكل أبى من رجالي فأنجزوا اليوم وعدى
امهروها بالروح فهي عروس تنشأ المهر من عروض و نقد
وردوا بي مناهل العز حتى يخطب النجم في المجرة ودي
وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق فالعلم وحده ليس يجدي
وتواصوا بالصبر فالصبر ان فارق قوماِّ فما له من مسد
واستبينوا قصد السبيل و جدوا فالمعالي مخطوبة للمجد